إنّ لحزبكم تاريخه

“… وهو تاريخ جهاد وبطولة وعظمة وارتفاع نحو المثل العليا الجميلة. وإنّ لزعيمكم سيرة تعليمه وجهاده وبطولته.
فلا تجعلوا للشكوك والظنون سبيلًا إلى تحقير هذه القيم الأساسية الجوهرية في نهضتكم القومية الاجتماعية المباركة،
بل آمنوا وثقوا أنّه لو شاء الزعيم نوال مال ووسائل بذخ وترف لنال من ذلك شيئًا كثيرًا في الوطن وفي أوربة وفي الأرجنتين.
إنّ أموالًا كثيرة ووسائل بذخ وترف ومناصب عالية في الباطل وضعت عند قدمي وأنا في السجن وأنا خارجه وأنا في أوربة
وأنا في بوانس آيرس الأرجنتين، ولو كانت نفسي عالقة بهذه الأمور لكان لي منها كلّ ما يمكن أن تشتهيه نفس محبّ الباطل.
عشرات ألوف ومئات ألوف الفاسات الأرجنتينية عرضت عليّ من الجانبين المتحاربين وأنا في بوانس آيرس، وكان يمكن أن أتناول مبالغ جسيمة من المال، وأنتم لا تعلمون، وكنت أكون في غنًى عن تناول شيء من الأموال الحزبية لنفقتي، وعن النزول إلى ميدان التجارة لأصون مقامي وأحفظ كياني. وإذا كنت قد تناولت مالًا لنفقتي حين لم أكن تاجرًا أفليس ذلك مشروعًا؟
اسأل نفسك هل إذا عرض عليك الزعيم أو أيّة هيئة حزبية إدارية عليا أن تترك عملك الكسبي وتخصّص وقتك لعمل مكتبي أو إداري في الحزب أيمكنك أن تقوم به من غير أن يعطيك الحزب نفقة، إلّا إذا كنت غنيًّا ماليًّا كبيرًا؟”
سعادة
من رسالة إلى أنطون ضاحي في 2 آذار 1946