أخر الأخبار

الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية

Loader Loading…
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية – ولم يتمكن منه المنافقون

الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية – ولم يتمكن منه المنافقون
 
فاليهود لم يكونوا، قبل مجيئهم إلى سورية، يعرفون نظاماً اجتماعياً مدنياً، لأنهم كانوا في حالة بداوة بربرية، ولم يكونوا قد تمدنوا لا في مصر ولا في مكان آخر؛ فهم، والحالة هذه، كانوا يشبهون العرب من كل وجه في ما يختص بمرتبتهم الاجتماعية وحاجاتها؛ فلم يكن لهم قوانين وأنظمة عامة تضبط معاملاتهم وتعاقب مجرميهم بدلاً من ترك أمرهم لعادة الثأر.
 
فلما أصبحوا على حدود المدنية السورية وصحَّ عزمهم على دخولها والتحضر في سورية وجدوا أن حاجتهم الأولى هي إلى نظام يؤهلهم لذلك. وكان للكنعانيين (سوريِّي الجنوب) نظامٌ اجتماعيٌّ راق وقانونٌ مدني وجزائيٌّ ينص على المعاملات والعقود والعقوبات، كما أثبت ذلك الأستاذ ألمستد أستاذ التاريخ القديم في جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة، وهو أحد معاوني المحقق التاريخي الشهير برستد. وقد أثبت الأستاذ ألمستد هذه الحقيقة في كتابه بالإنقليزية “تاريخ فلسطين وسورية حتى الفتح المكدوني” ومن مقابلة الشرع الموسوي على الشرع الكنعاني نجد أن ذاك استمدَّ نظرياته وأحكامه من هذا.
 
ولما لم يكن اليهود أهل تمدُّن من قبل، لم يكن من السهل أخذهم بالنظام المدنِّي والعمل به. فكان لا بد من إخضاعهم للشريعة إخضاعاً. وهذا الإخضاع لا يمكن أن يكون بواسطة شرطة وقضاء وسلطة لأنهم كانوا قبائل لا تعرف نظاماً مدنياً، وكل ما تعرفه عادات بسيطة وعرف لا تضبط التصرفات والأعمال ولا تعين الحقوق الفردية. فبأية واسطة، إذاً، يمكن إخضاعُهم؟
 
بواسطة سلطة خفية رهيبة وغير منظورة: الله، يهوه الذي ينتقم من المخالفين للشرائع والأحكام، المفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع. وهكذا تحولت الشريعة الكنعانية المدنية القابلة للتطور والتغير حسب تطور الاجتماع والعمران، لأنها صنع بشر، إلى شريعة دينية جامدة (Rigida) لا تقبل التطور والتغير، لأنها صارت أحكام الله الكلي المعرفة القادر على كل شيء، المعصوم عن الغلط. ومع أن هذا التحويل كان يقضي بجمود الشرع فلم يكن هناك طريقة أخرى لإعطاء اليهود شريعة تجمع أسباطهم وتوحّد أمرهم.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية

الإسلام-في-رسالتيه-المسيحية-والمحمدية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى