أخر الأخبار

الحقيقة بين الاعلان والكتمان

في فصل “خواطر فلسفية” من كتاب ” شروح في العقيدة”،يشرح سعادة معنى الحقيقة في النظرة القومية الاجتماعية الجديدة،فيقول:
” الحقيقة قطبان: الوجود والمعرفة…الوجود بلا معرفة ليس قيمة، والمعرفة بلا وجود هي مجرد افتراض… الحقيقة في ذاتها ليست قيمة،فهي لا تكون قيمة الا بالمعرفة.”

وعليه فأن اظهار الحقيقة وكشفها بالمعرفةلتمتد في المجتمع بلا حدود،هو شرط اساسي لقيام الحقيقة،وجعلها المنارة الكاشفة التي تضيء وتهدي مسيرة الانسان-المجتمع.
لكن ثمة من يعترض ويقول”الحقيقة مُرّة”، وهذا صحيح الى حدّ ما…
لكن الحقيقة رغم مرارتها تبقى احلى من الجهل المطبق…
انهامُرّة وجارحة حقاَ،لكن فقط للخطاة والعصاة والسادرين …لكنها في المقلب الآخر، تبدو دواء وشفاء لبعض هؤلاء ممن في نفوسهم خميرة اصالة وفعالية فكر واحترام مناقب،وذلك حين تهزّهم وتوقظهم من سباتهم لتعيدهم الى جادة اليقين.
ان معرفة وكشف الحقائق المتعلقة بالانحرافات العقدية والنظامية تمهيداَ لمحاربتها واستئصالهاليست حنثاَ بيمين مقدسة،ولا بوحاَ بسرِ حزبي. انها واجب اخلاقي اساسي ومبدأ مناقبي جوهري في جهادنا نحو تحقيق غايتنا العظمى، صوناَ لعقيدتنا وحفظاَ لنظامنا، وتطهيراَ لصفّنا من ادران النزعة الفردية بأشكالها والوانها المقيتة، ولنا في هذا السياق من قدوة سعادة المعلم في المحاضرة الاولى عام 1948،خير مثال حين كشف واعلن على روؤس الاشهاد عن الانحرافات في دوائر الحزب العليا،مفنّداَ ادعاءاتها ،مسمّياَ مرتكبيها،معلناَ بشجاعة عزّ نظيرها:

” لابأس ان نكون طغاة على المفاسد لأن قضيتنا ليست الاّ قضية الحق والخير والجمال”
ان الحقيقة ان تُعرف وتُقال وتُمارس لا ان تُطمس وتُكتم و تُعطّل فتزيد ركام الباطل و تتساوى استبداداَ وعسفاَ، بالجهالة العمياء والضلالة الرعناء.
الرفيق حسن الحسن
9شباط 2022

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى