العراك التّاريخيّ

إضـاءة الـيـوم

إنّ الـعـراك الـتّـاريـخـيّ هـو دائـمًـا عـراكٌ شـديـد وشـدّتـه عـلـىٰ نـسـبـة قـيـمـتـه. ولا يـحـدث شـجـار عـنـيـف فـي الـتّـاريـخ حـول مـسـائـل تـافـهـة وإنّـمـا يـحـدث الـعـراك بـيـن جـمـاعـات وجـمـاعـات مـن أجـل مـصـالـح حـقـيـقـيّـة لـحـيـاة الـجـمـاعـات الـكـبـيـرة ومـن هٰـذا الـعـراك مـا اخـتـبـرتـم ومـا تـخـتـبـرون ومـا سـتـخـتـبـرون.
إنّـنـا اجـتـمـعـنـا عـلـىٰ الـمـهـاجـمـة لا عـلـىٰ الـمـسـالـمـة، إنّـنـا لـم نـجـتـمـع قـوّة مـدافـعـة. إنّ الّـذيـن يًـدافـعـون والّـذيـن يـلـيـق بـهـم الـدّفـاع هـم الّـذيـن يـمـلـكـون الأعـنـاق ويـسـتـعـبـدون الـنّـاس، هٰـؤلاء الـمـدافـعـون عـن احـتـكـارهـم مـصـالـح الـشّـعـب وامـتـيـازاتـهـم فـيـه. أمَـا نـحـن فـإنّـنـا حـركـة تـحـريـريّـة والـحركـة الـتّـحـريـريّـة هـي حـركـة فـاعـلـة مـنـدفـعـة، لأنّ غـرضـهـا الـتّـغـيـيـر والـتّـحـسـيـن (…)
(…) فـي الـزّمـن الـعـصـيـب يُـعـرف الـرّجـل، فـي الـزّمـن الـعـصـيـب فـقـط تُـعـرف قـيـمـة الـمـبـادئ ومـبـلـغ قـوّتـهـا فـي الـنّـفـوس (…).
(…) لـسـنـا لـفـئـة أو لأخـرىٰ بـل لـمـصـلـحـة نـهـضـتـنـا. نـحـن الـفـئـة الـوحـيـدة فـي الـبـلاد الّـتـي لـهـا حـقّ أن تـطـلـب تـأيـيـد نـفـسـهـا لـتـسـتـطـيـع تـحـطـيـم الـسـلاسـل الـتّٰـقـلـيـديّـة الّـتـي تُـقـيّٰـد هٰـذا الـمـجـمـوع الـحـيّ (…).
(…) أجـل أنـتـم الـقـوّة فـي أنـفـسـكـم وإلـيـكـم يـجـب أن يـسـعـىٰ الـنّـاس، لا أن تـسـعـوا أنـتـم نـحـو أشـخـاص آخـريـن. فـلا تـثـقـوا بـوعـود أحـد مـن خـارجـكـم، إنّ بـحـر الـسّـيـاسـة مـضـطـرب ولـكـن ثـقـوا بـأنـفـسـكـم، ثـقـوا بـأنّ عـقـولـكـم لـيـسـت عـقـولاً مـريـضـة، ثـقـوا بـأنّ قـضـيّـتـكـم هـي قـضـيّـة حـيـاتـكـم، ثـقـوا بـأنـفـسـكـم قـبـل كـلّ شـيء ولا تـهـتـزّ أعـصـابـكـم حـيـن الـخـطـر، لأنّ الـخـطـر فـي اضـطـراب الأعـصـاب (…).
سـعـاده

مـن كـتـاب “خُـطـب سـعـاده”ص 27 – 29
عـن نـشـرة عـمـدة الإذاعـة، بـيـروت، الـمـجـلّـد الـثّـالـث، الـعـدد الـسّـابـع، 30 أيـلـول 1947 نـقـلاً عـن الـنّـشـرة الإذاعـيّـة، بـيـروت 1937

إعـداد الـرّفـيـق نـزار نـزهـا
بـإشـراف عـمـدة الإذاعـة
2025/3/11

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى