العيد في ألق الفرح والصفاء النفسيّ

قيمة الأعياد، وطنيّة كانت أو دينيّة، حين تتخطّى في الفهم والممارسة، دائرة الأفراد والمجموعات، لتغدو حالة اجتماعيّة اسخة، تنبع من صدق المشاعر والأحاسيس، وتتلاقى فيها القلوب والعقول معلنةً عهد التفاعل الحيّ القائم على قواعد ثابتة نابعة من حقيقة المجتمع وتهدف إلى تثبيت خيره وحقّه وجماله.
فالأعياد التي يتقوقع فيها أصحابها حول طقوسٍ ضيّقة جامدة ويتوهّمون أنّهم يقومون بواجب اعتادوا القيام به، في جهل تامٍّ لروعة مغزاه، إنّما يقزّمونه ويجرّدونه من أرقى مفاهيمه ويحرفونه عن خطّه القويم، ليمسي قزمًا بحجم النفوس المريضة التي تعجز عن مجاراة عظمة النفوس الجبّارة البانية.
فلّلذين يرتفعون في إحياء ممارساتهم إلى مستوى الإنسان المحبّ الصادق الوفي المعطاء، كلّ تقدير واحترام، وندعو لهم بمستقبلٍ مشرقٍ وحياة متألّقة، على أن يشمل هذا الإشراق وهذا التألّق كلّ أبناء شعبنا حيثما وجدوا؛ على أمل أن تعمّ العافية كلّ مريض، والفرحة كلّ محزون، والهداية كلّ ضائع، واليقظة كلّ خامل، والأمل كلّ يائس.
كلّ عام وأنتم بخير.