تذكير ودعاء

(ذكرى مرور أربعة وعشرين عامًا على انتقال الرفيق جورج عبد المسيح بالوفاة).

التصويب على الكبار سلبيًّا، ومحاولة تشويه وجوههم المشرقة، مسلكُ يتّبعه مرضى الأنانية والحقد الحارق. ورغم جموح الطرق والأساليب التي يستخدمها هؤلاء المرضى، فإنّ نصاعة الحقيقة لا بدّ وأن ترى النور مهما طال الزمن.
وعليه فإنّ المتابعين في الشأن السوريّ القوميّ الاجتماعيّ يدركون تمامًا ضخامة الحملة التي شنّت على سعادة، وما زالت، بهدف تخديش صفاء سيرته ومسيرته؛ وبالتوازي كانت الحملة على الرفيق الأوّل والأمين الأوّل والرئيس الأوّل الرفيق جورج عبد المسيح، وما زالت، رغم ما يقارب الربع قرن على وفاته، كونه حمل راية المواجهة القاسية بعد سعادة لردّ الضيم عن الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ المعبّر عن حقيقة الأمّة السوريّة.
وللأسف فإنّ الحملة جاءت من كثيرين ممّن صدّ الرفيق عبد المسيح عنهم غوائل الضيق وقساوة التضييق. ورفع عنهم عبء الأيّام السود التي رفعت في وجوههم لمنعهم من التمتّع بجمال الحياة وإشراقة بسمتها. ولا نستثني مَن غمرهم بعطفه وحنانه، فامتشقوا سيف حقدهم وحاولوا أن يطعنوه في الظهر، وحتّى في الصدر، حين تسمح لهم الحال، ولا يتورّعون عن اختلاق أقاويل تجافي الواقع والحقيقة من أجل الاستزادة من بخّ السمّ في كل اتّجاه.
إلى متى سيستمرّ هذا الحقد متغلغلًا في نفوس هؤلاء، أما آنَ الحين لكي يُنزلوا هذا عن أكتافهم ويعودوا إلى صفاء أصالتهم، ويسهموا في عمليّة البناء الشاملة التي دعانا إليها سعادة؟
إلى متى سيستمرّ البعض في إضفاء ما في نفوسهم من من تشويش وفرديّة على فكر سعادة، حتى ولو كان هؤلاء من أقرب المقرّبين إليه دمويًّا؟ ألم يطرد الزعيم أخاه أدوار لأنّه أصرّ على الخروج عن القواعد العقائدية، والتيه في عالمٍ فكريٍّ آخر غير الفكر السوريّ القوميّ الاجتماعيّ؟ وعليه فلن نؤخذ بالقربى الدمويّة، مهما كانت لصيقة بالزعيم، بل نعتمد ونصرّ على القاعدة العقائديّة التي رسّخ أسسها وأعلى البناء عليها زعيم الأمّة السوريّة دون منازع. وكان جورج عبد المسيح من الملتزمين بها قولًا وعملًا. ولا يؤثر على ذلك توتّرٌ عصبيّ من هذا أو جموح حاقدٌ حارقٌ من هناك، أو اختلاق أخبار لا وجود لها إلّا في مخيّلة مطلقيها، وأوهام أصحابها. وليعلم القاصي والداني أنّ الباطل إلى زوال، مهما عتا، والحقّ هو المنتصر.
نقول هذا ونحن في السنة الرابعة والعشرين لانتقال الرفيق جورج عبد المسيح بالوفاة، واحترامًا لمسيرته الحزبيّة، ليس لنا من دعاء يتعلّق بهؤلاء المغرضين إلّا أن يعودوا إلى فعل الأصالة فيهم فيرضى سعادة عن توبتهم ويستمرّوا في تقديم ما فيهم من عظمة الأمّة إلى الأمّة التي أنجبتهم.
علّ النتائج تكون بمستوى الأمل فنحيا جميعًا حياة سعادة، ويخرج مَن لم يخرج بعد من قمقم أنانيته وحقده ويضع كتفه إلى كتف العاملين المخلصين الصادقين، فيرضى عنهم قائد الأمة ونكون عند حسن ظنّه بنا، وتطمئنّ نفس العمّ في ذكرى وفاته الرابعة والعشرين، على عهد أن نبقى جنودًا للحركة مدافعين عنها في كلّ ظرف وكلّ آنٍ.
ولتحيَ سورية وليحيَ سعادة
في 13 أيلول 2023 عميد الإذاعة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ
الرفيق نايف معتوق.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى