تعزية بقلم الرفيق الدكتور أمين حامد

تعزية بقلم الرفيق الدكتور أمين حامد
الرفيق جورج الغائب الكبير:
اكثير علينا في هذه النهضة ان يكون الى جانبنا الرفيق جورج خيرالله والرفيق رياض مقبل؟
قامتان مصارعتان نفتقدهما في اسبوع واحد لتضاف الى غربتنا كغربة صالح في ثمود، غربة اخرى؟
من يعوض على حزبنا صراعا كانا من رواده؟ ولولا ايماننا باننا امة ولادة للكبار الشرفاء، لقلنا اننا صرنا وحيدين في الساح. دماثة الرفيق رياض وطول اناته، وتفهمه العميق، وصلابة الرفيق جورج خيرالله قد يعز نظيرهما. الرفيق جورج، الذي ترافقنا برحلات عمدة الثقافة في الشام، وبذله وقته وسيارته في كل مكان كان لنا فيه وقفة وواجب، ما اشتكى ولا تذمر، ولا قصر في واجب، ومسامراتنا في تلك الرحلات الخطرة، واحاديثنا التي تناولت حتى استخراج العرق الذي كان يجيد الرفيق جورج صناعته، وحرصه على الكمال في كل امر، امور دمغت شخصيته المحببة ، الشرسة في الدفاع عن القضية القومية، الوديعة في التعاطي الاخوي الذي هو سمة الرفقة في الحزب، كل ذلك وضع القدر له خاتمة مفاجئة. شخصيا، انا افتقد صباحاته اليومية عندما افتح هاتفي كل صباح، تحياته القلبية، تعليقاته الساخرة المحببة، وكان صباحاتنا اليومية لم تكن تكتمل الا بها.
جرحتنا ايها الدهر، فاترك لنا انسا يبقي لدينا الامل والتعلق بالحياة اكثر. اترك رفقاءنا يصارعون ويلونون هذا العالم، ولا تغافلنا وتخطف احباء وشركاء في الهم الاكبر، ولو كنا نملك ان نعيد من فقدناهم لحبونا الى قبورهم الطاهرة وانتزعناهم كما انتزعت عشتار ادونيسها واعادت الالق الى الوجود. ولكن؟؟؟؟
لا نملك الا ان نقول: الى اللقاء رفيق جورج، ( شيخ العزابة كما كنا نسميك)، الى اللقاء رفيق رياض؟؟؟؟
