عن الزواج والأسرة

الزواج
’’هيئ الرفيق قبل الطريق’’ مثل علمي فيه الكثير من حقيقة هذه الظاهرة الإجتماعية. ولذللك وجب علينا أن نهيئ الرفيق، أن ننتقي الرفيق في طريق الحياة الطويل الصراعي.
وفي هذا لا يقتصر حق الإنتقاء على أحد الطرفين. إنه حق الإنسان وبمقدار وعي حقيقة هذا العمل يكون نتاجه الثنائي سامياً. أقول نتاجه الثنائي لأن الزواج في ذاته له حاصل حياتي في الزوجين في تفاعلهما المستمر، كجزءين أتحدا، في إتمام مقصد الحياة في وحدتها منهما. وله حاصل اخر هو الإنتاج الحافظ للنوع والمرقي لهذا النوع في التفاعل الثنائي أيضاً تفاعل الزوجين وتفاعل الزوجين وتفاعلهما مع نتاجهما البشري.
إن هذا العمل الفني لا يجوز أن يرتكز على النزوة الفيزيائية الجامحة. النزوة التي تسلح الحياة بها النوع الإبقاء على النوع إنها ظاهرة لا بد منها لسير الحياة ولكنها ليست كل ما في الحياة فلا يجوز أن تكون الدافع الوحيد. إنها ناقصة ونتاجها لن يكون كاملاً.
’’كل ما فينا من الأمة وكل مافينا هو الأمةـ الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكنا، هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها’’.
والأمة هي مجتمعنا، وحدة حياتنا، وكل ما فينا يجب أن يتفاعل ويعطي للحياة في الإبقاء على نوع صالح للحياة الجيدة الرفيعة.
ولذللك كان كل ما فينا مقدساً لا حقً لنا بتلويثه بجهلنا هو ’بملكيته الجزئية’ ضروري لسير الحياة وهكذا يجب أن يكون ما فينا من قوى الإدراك والعقل أيضاُ فاعلاُ للإنتاج للحياة.
كتاب البناء الإجتماعي ص 243-244
العم جورج عبد المسيح
العم جورج عبد المسيح
الأسرة
في وعي التساوي الحياتي المطلق بين الرجل والمرأة في المجتمع الواحد وفي اليقظة التامة لجمال فنون الحياة وفي أعلاها الحب والزواج وإنتاج النوع لا ستمرار الحياة، تكون الأسرة الخلية الممتازة.
إن نظرتنا الإجتماعية الكلية وإن قامت على إنتقاء الأفضل في النوع لتأمين حياة فضلى فإنها تسير على الخطة الفضلى أيضاً في تسامي الحياة.
وإننا نجد في الأسرة خير مختبر للإنتاج التعاوني الصغير الذي يؤمن التعاون الكلي. فالأسر الراقية حياتياً تؤلف مجتمعاً راقياً ومتى كان المجتمع يتألف من الأسر فعليه أن يرعى هذا المختبر رعاية واعية شاملة. فتكون الأسرة المكونة من شعور الحب المفاعل بين الزوجين في تفاعل مستمر مع قيم الحب الشامل في المجتمع كله، في جميع الأسر على الإطلاق.
إن المجتمع الذي يسير بجميع أجزائه نحو تحقيق أهدافه، يسير بالتالي بجميع الأسر المكونة فيه، وإذ أنه لا بد من تكوين الأسرة في عملية إنتاج النوع في مجتمع يعتمد الخطة الفضلى لهذا الإنتاج، فكل مجتمع يهمل الأسرة في تفاعله الشامل الكلي – أية أسرة دونما تمييز على الإطلاق.
فالمجتمع القومي الواعي الآخذ النظرة الصحيحة إلى الوجود يوجه ويراقب جميع الأسر وينمي بناءها لتكون جزءا قوياً فاعلا فيه.
كل أسرة في المجتمع السوري على الإطلاق يجب أن يفسح لها مجال التساوي المطلق في الفرص فيكون المجتمع من أسر منسجمة في موكب الحياة العام، المجتمع.
هذا ما سيحصل لكل سوري لكل أسرة سورية عندما يشمل وعي الحياة التي كشف عن حقيقتها السوريون على لسان باعث النهضة القومية الإجتماعية ودافع حركة فعل قوتها العظيمة المخزونة.
كتاب البناء الإجتماعي ص- 248 – 249
العم جورج عبد المسيح
العم جورج عبد المسيح

