فقدان الهدف المجموعي

لا أبوح بسر إذا قلت إنّ أكثر مصائبنا هي من فقدان الهدف المجموعي في هيئتنا الاجتماعية. والذي أراه أنّ أقدس واجبات الشبيبة السورية هو أن تحل المصلحة العامة محل المصلحة الخاصة، وأن تبتدىء في العمل الإصلاحي الكبير لتنقية حياتنا القومية من الأدران النفسية والصدأ العقلي، فتعود الصحة والنشاط إلينا ويصبح في إمكاننا بذل الجهود الصادقة لتحقيق مطلبنا الأعلى، وإلا فإننا مهما اجتهدنا في تحسين أحوالنا الفردية نظل معروفين بين شعوب العالم بالصفة الملازمة لنا، وهي صفة الخمول والأنانية الخائفة على ذاتها المحبة للأخذ الكارهة للإعطاء. وليس للآخذ كرامة المعطي.
 
تجاه هذه القضية الخطيرة التي بها تقاس نفسيتنا وعقليتنا نشعر بالحاجة الشديدة إلى التفكير العملي. وقد سمعتم أنه قيل «إنّ الأعمال بالنيّات» أما أنا فأقول «إنّ النيّات بالأعمال».
 
* أنطون سعاده – “المجلة” 1933
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى