في ذكرى غياب عظيم كحضرة “العم”

في ذكرى غياب عظيم كحضرة “العم” لا بد من كلمة متواضعة. فحضرة العم هو الرفيق الأوفى. كل من تعامل معه يعرف ان في نفسه فيض من المحبة و العطاء، لا لشخصك انما لما فيك من امكانية فاعلة من سورية. حتى غضبه عليك هو غضب نابع من فيض حبه لما فيك من سورية و لا تفعِّله كما يجب. من تعاطى مع غضبه من زاوية فردية بقي متقوقعا في فرديته اما من ادرك فيض محبته تفعل معها و نما.
جورج عبد المسيح من أبطال سورية الذين يشرِّف السوريين تكريمهم.
علَّنا نرتقي لنستحق تكريمه.
ليس هناك ابلغ من رسالة الزعيم له تعبيرا عن من هو هذا البطل.
إلى جورج عبد المسيح
حضرة الأمين الجزيل الاحترام، عميد التدريب- المركز
تسلمت استقالتكم المتكررة من عمدة التدريب (الرياضة) وقدرت وجاهة الأسباب التي دعتكم إلى تقديمها، ورأيت أن قبولها للأسباب التي ذكرتموها أمر لا يمكن تركه من غير إنزال إرهاق مادي- جسدي لكم لا يكون مفيدًا لنضالنا القومي الاجتماعي. مع ذلك لم يكن إعطاء قبولي في الحال لأن أهمية العمدة المسندة إليكم خصوصًا في هذه الظروف، كانت تقتضي متابعة قيامكم عليها للاستفادة من معرفتكم وخبرتكم وآرائكم في معالجة المسائل العملية في الفروع الحزبية.
والآن، بعد أن أمنتم مرحلة جيدة من مراحل إعادة التنظيم التدريبي، ونظرًا لإلحاح الأسباب التي دعتكم إلى تقديم استقالتكم، ونظرًا لإمكان إسناد مهام عمدتكم إلى رفيق عامل بتجرد وإخلاص، هو الرفيق أديب قدورة، فإني أبلغكم قبولي استقالتكم.
إن النتائج التي أدتها عمدة التدريب (الرياضة) بقيادتكم تشهد لكم، في جملة الشواهد الجليلة، تفانيكم لمصلحة القضية القومية الاجتماعية المقدسة ولنظام حزبنا العظيم القائم بها. لا أريد أن أزيد على ما تنطق به هذه الأعمال، ولكني أضيف هذه العبارة البسيطة:
اقبلوا تقديري العميق وشكري، وثقتي بأنكم أينما كنتم وفي أية حالة وجدتم ستكونون دائما الجندي الملبي لنداء الواجب القومي الاجتماعي والأمين العامل على صيانه القضية القومية الاجتماعية المقدسة ومثلها العليا، كما أني لا أشك بأنكم ستقدمون للعميد خلفكم كل مؤازرة ومعونة لتسيير أعمال العمدة على ما تقتضيه مصلحة الحركة القومية الاجتماعية.
اقبلوا سلامي القومي، ودمتم للحق والجهاد، ولتحي سورية.
صدر عن مكتب الزعيم في 20 أغسطس 1947