كلمة الزعيم في مأتم والدة الرئيس ثابت

 
 
“النهضة”، العدد 99، 11 شباط 1938.:
 
“أيّها القوميون! يا آل الفقيدة! أيّها المواطنون!
 
ليست نكبة أن يموت إنسان، فكلّ إنسان يموت يومًا، ولكنّ النكبة هي في الإنسان الذي يعيش وكأنّه ميت لا يتحسّس حاجات محيطه ولا يشعر مع قومه بما يضرّهم وما ينفعهم ولا يدرك أنّ عليه واجبات نحو أمّته ووطنه.
… في هذه الدقيقة تذكرون الخلود. والخلود خلودان: خلود لأهل الدين وخلود لأهل الحياة والاجتماع. وما يهمّنا هنا هو الخلود في الحياة والاجتماع الإنسانيين. وهذا الخلود يكون بالعمل على استمرار الفضائل الباقية في جسم المجتمع، فضائل خير المجتمع ورقيه والاقتراب من مثله العليا بالعمل في جرأة وعزم والتضحية وفعل الواجب القومي والمحافظة على الأخلاق القومية كالإخلاص والصدق والمروءة واحترام النفس والثقة بالنفس.
 
إنّ الشعب الذي ينجب نساء يعملن للفضائل الباقية فيشعرن بحاجات الأمّة ويقمن بنصيبهن في سبيل سدّها ويؤدّين واجبهنّ بتربية أولادهنّ على الفضائل القومية التي فيها خير الأمّة؛ إنّ الشعب الذي يخرّج للعالم أمهات من هذا النوع ورجالًا يتربّون في أحضان هؤلاء الأمّهات ليخرّجوا رجالا عاملين لخير أمّتهم وعلوّ شأنها هو شعب قد أبصر الخلود وأخذ يسير في طريق الخلود.
وإنّ النهضة القومية في سورية كلّها تقيم الدليل على أنّ الأمة السورية تعرف الخلود وتسير في طريق الخلود بقيادة النهضة القومية التي يشترك فيها الرجال والنساء”.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى