أخر الأخبار

لحظات بين 2 آذار 1947 و 8 تموز 1949

لحظات بين 2 آذار 1947 و 8 تموز 1949


عاد سعاده من مغتربه القسري يوم 2 آذار 1947 ليجد الحزب الذي اسسه بقيادة انحرافية و رفقاء غير مكتملي شروط الانتماء بوعيهم العقائدي، كما استقبلته بعيد وصوله مذكرة توقيف صادرة عن الامن العام… اضافة الى معارك سياسية و صحفية ضده و ضد الحزب.
كيف تصرف؟ هل أُحبط؟ هل تذمر؟ هل اشتكى؟
بكل بساطة كان هو هو. شن معارك مضادة ضد الآخرين و معركة تثقيف و توعية مع الرفقاء و معركة تثقيف و حساب مع المسؤولين الاداريين.
في الجانب الاول رفض الاستسلام الى مذكرة التوقيف الصادرة عن الامن العام فكان يتنقل من مكان الى آخر تحت حراسة مشددة يشارك هو نفسه في نوبات حراسة منتظمة دوريا،كما خاض مع الحكومة معركة مفاوضات معقدة مديدة الى ان اسفرت عن سحب مذكرة التوقيف بحقه بعد سبعة اشهر.
في هذه الاثناء كان شن هجوما سياسيا مضاضا ضد العروبيين و المتلبننين عبر صحيفة الحزب انتهت بطلب الآخرين الهدنة الصحفية. و الجدير ذكره انه خاض هذه المعارك وحيدا دوم اي معاونة من احد. (راجع رسالته الى الرفيق رفيق الحلبي 27 حزيران 1947 ).
ايضا في تلك المرحلة التي كان يتخفى فيها عن الامن العام ادار معركة الانتخابات النيابية التي كان قد قرر خوضها المجلس الاعلى قبل وصول الزعيم من المغترب.
و أهم معركة خاضها كانت تلك التي خاضها مع “تلاميذه” الذين سلمهم امانة قيادة حركة النهضة فخانوه و خانوا قسمهم و خانوا الامانة و حاولوا طعن حركة النهضة و مسيرتها لتعيم النهضة على الشعب كله. معركة الزعيم مع اعضاء المجلس الاعلى هي معركة نموذجية بامتياز ككل اعمال الزعيم. عقد معهم جلسات مناقشة و استمع اليهم واحدا واحدا ناقشهم عقائديا و من ثم ناقشهم دستوريا، حيث كانوا يسعون الى تعديله و تقليس صلاحيات الزعيم. اكرر انه ناقشهم و لم يستخدم صلاحياته الدستورية لقمعهم. و بعدما اقتعوا و اعترفوا بخطئهم حلّ المجلس الاعلى و طرد نعمة تابت و مأمون أيساس.
حلّ المجلس الاعلى بعدما اوضح لهم الخطأ و خطورة عملهم و أقالهم من المسؤولية لأنهم غير أهل لها، كذلك فعل مع اياس و تابت. هنا تبرز خصوصية الزعيم في التعليم و التوجيه قبل استخدام الصلاحيات و القوانين.
بعد ذلك و عندما سحبت الحكومة مذكرة التوقيف بدأ بزيارة المنفذيات و حملة التوجيه العقائدي و اطلق مجلة “النظام الجديد” و الندوة الثقافية و مؤتمر المدرسين التوجيهي و المحاضرات العشر… حتى فجر الثامن من تموز 1949.
28 شهرا من الحيوية و القيادة و الفكر و التعليم و صد الخيانات و المؤامرات ووووو.
ناهيك عن الاحتيلات المالية التي لاتخفى عن قارئ رسالته الى رفيق الحلبي.
في كل هذه المراحل كا القدوة لم يشكو، لم يتذمر، لم يئن، لم يعبر عن آلامه التي كانت مصاحبة لحياته اليومية.
كان هو هو حتى لحظة ازالة الحصى تحت ركبته و أبى إلا ان يشكر من ازالها.
في 13 كانون الثاني2013

الرفيق كمال نجار

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى