ما بين ولاية الفقيه و ولاية يهوه

من ذاكرة الفايسبوك
ما بين ولاية الفقيه و ولاية يهوه.
عزيزي ج.
انت تعرف جيداً انني انتمي الى مدرسة عقائدية و افتخر بانني من المتحجرين فيها و هي تقول بأن العقل هو الشرع الأعلى. و بالعبارة الدارجة ممكن القول بانها مدرسة ولاية “العقل”.
هذه المدرسة لا تنمو بفعل البروباغاندا و التجييش و الإثارة. تتطلب الكثير من الدرس و التحليل و الغوص. كثيرون اخفقوا في تدبرها و لجؤوا الى التقليد فصاروا شيئاً آخر.
اما موضوع ولاية الفقيه، فهو حتماً مرفوض في نهجنا لأنه يسلط الغيب على العقل. لكن الدعاية ضده هي من باب البروباغاندا اكثر مما هي من باب إعمال العقل. و هي من باب تغييب ولاية اخطر هي ولاية يهوه.
ولاية يهوه، يا جورج خطورتها انها السم في الدسم.
لن ابدأ بسقوط بابل. سأبدأ من الكتاب الذي اعتمدته المؤسسات الدينية المسيحية على انه الإنجيل المقدس.
في ذاك الكتاب رواية اخطر جريمة ضد الانسانية ارتكبها الضابط هيرودوس حين قام بقتل كل الأطفال الحديثي الولادة كي ينال من يسوع. هذا الهيرودوس يهودي. و هو من النوادر ان يكون في صفوف الضباط الرومان يهوديٌّ.
يسوع، حسب الإنجيل المعتمد في المؤسسات الدينية المسيحية، خاطب اليهود على انهم ابناء الأفاعي. لاحظ انه لم يهاجمهم هم وحدهم إنما هاجم سلالتهم ابناء الأفاعي.
يعود و يناديهم بانهم من اب اسمه ابليس و افعال أبيكم تفعلون.
وهو ايضاً، يسوع، و بحسب الكتاب الرسمي المعتمد في المؤسسات المسيحية، لم يُظهر غضبه الا مرة واحدة و قد يكون استخدم العنف وقتها؛ حين دخل الهيكل و طرد اليهود منه ( كان قبضاي حسب الرواية و ليس كما يصور لنا ان شكله هزيل) لانهم حوّلوه الى مكان رذيلة.
تلاحظ يا ج. انني استخدم عبارة الإنجيل لا العهد الجديد. لان يهوه تسلل الى المؤسسات الدينية و جمع التوراة و الإنجيل و أسمو الكتابين بالكتاب المقدس. و من قرأ التوراة بعقله ادرك ان لا شيء مقدس فيه. في التوراة تجد جذور الروايات الاباحية و العلاقات الجنسية الشاذة و التعاليم المخلة بالآداب العامة.
في التوراة تقرأ عن يهوه و ثقافته. يهوه الذي ينحاز بين الشعوب و ينحر و يقتل كل نسمة حية في أرض كنعان.
نتيجة هذا التسلل الى المؤسسة الدينية المسيحية نتجت الصهيونية المسيحية. و منها تفرعت الصهيونية اليهودية.
كذلك فعل يهوه بالإسلام المحمدي اذ خفت صوت الآيات المكية و برزت الأحاديث تطغو على الآيات. منه نشأت الوهابية و النصرة و داعش. اي يهوه بغطاء قرآني.
احاول الاختصار، يا ج؛علما ان موضوعاً كهذا يحتاج الى مجلدات للبحث في تفاصيل تدعم ما أقوله.
لكن هل تلاحظ مسار النهج الهدّام الذي تعتمده ولاية يهوه؟ هذا النهج هو الذي انتج دولة الاحتلال في فلسطين و احتلت لبنان و أرسلت داعش و النصرة. ولاية يهوه هي التي تسيطر على وسائل الاعلام و المصارف المركزية.
انها لعنة. هم من اب اسمه ابليس و اعمال ابيهم يفعلون.
في المقابل هناك ولاية الفقيه. الفوقية الالاهية. أنتجت لنا حزب الله حرر الجنوب بقوة الاهية (على ما يزعم). أنتجت الحشد الشعبي الذي انقذ العراق من داعش.
في المحصلة الفكرية لا اختلاف بينهما. يستمدان فكرهما من الغيب.
في المحصلة العملية واحد يقود العالم الى انحلال الأخلاق و القيم و المناقب و إحداث المجازر ضد الإنسانية و الآخر انقذنا من الاحتلال الاسرائيلي في لبنان و طغيان يهوه المؤسلم بلباس النصرة و داعش.
عليك ان تختار بين الولايتين الى حين نستطيع القول لا حول و لا قوة إلا بالعقل الشرع الأعلى.
كمال نجار
25 تشرين الثاني 2018