أخر الأخبار

من “قضية نعمه تابت” النشرة الرسمية، العدد الرابع، المجلد الثالث، 15 آب 1947

قال سعاده:
“إن نعمه تابت يشير إلى هذا الأمر الاعتيادي ليتبجح وليكسب نفسه صفة “البطل المتألم والضحية البريئة”.
إنه لواضح أنه إذا كان نعمه تابت يتألم لشيء فإنما يتألم لفقد المجتمع ثقته به بناء على فقد الزعيم ثقته به! فهو الذي بذل جهده في غياب الزعيم وبعد عودته لينحر إيمان المجتمع بالزعيم وبطولته ونظرته السياسية الصائبة، وكان ذل الجهد عبثًا، لم ير نقيصة في تهديم إيمان المجتمع بخالق نهضته ولكنه وجد جريمة فظيعة في كشف القناع عن خيانته معلمه وعن مؤامراته على زعيمه وعلى العقيدة القومية الاجتماعية وقضية الأمّة المقدسة!
صار نعمه تابت، بعد أن انقلب من مهتد إلى مغرور، يرى أساس إيمان المجتمع وضرورته في التلاميذ وليس في المعلم- في الإتباع قبل الزعيم- في الإتباع الشاذين، العقوقين الذين ساروا مدة في طريق البطولة التي شقها لهم القائد وهو بينهم فلما غاب عنهم مدة تسع سنوات ضعفت نفسهم وعاودهم جبنهم يخالطه غرور مرضي غريب فأخذوا يعلمون المؤمنين القوميين الاجتماعيين الخوف، ونصبوا أنفسهم قادة لهم في الجبن والرعب والتراجع فقبلهم الحزب مدة بهذه الصفة من أجل النظامية البديعة التي سنها لهم مثال العظمة النفسية والإيمان بالأمّة ومصيرها في التعاليم القومية الاجتماعية، فكان هذا القبول سبب غروهم وطيشهم!
ليس للخيانة الصفيقة غير منطق الإفساد. فهو يتكلم على «الجهاد المضني والتضحيات الثمينة» وينسى تعويضات الحرب التي لم تصل إلى كثير من القوميين الاجتماعيين في زمن “إدارته” حقوقهم فيها وينسى أيضًا أربع سنوات نعيم الرخصة والتقهقر العقائدي وحفلات الشاي والككتايل الدالة على «مزايا التضحية والصلابة”!
ويجب أن لا ننسى بهذه المناسبة، ذاك «الضنى» العظيم يوم أقدم هذا القائد الصبي المتألم بالبطولة الرعديدة على رمي الحزب رمية لم ينقذه منها إلا استحقاق هذه النهضة العظيمة السلامة يوم قرر هذا الغر إرسال القوميين الاجتماعيين لمحاربة الجيش البريطاني الزاحف من فلسطين وليكونوا طعامًا لفوهات المدافع ويؤمن انسحاب قوات «فيشي» والعمال الطليان والألمان.
هذا هو الخطر العظيم الذي لو لم تنقذ العناية الحزب السوري القومي الاجتماعي منه لكان فيه القضاء المبرم على الحزب معنويًا وماديًا، هذه هي سياسة هذا الخائن الكبير الحكيمة الباهرة- السياسة التي أخفيت عن العقلاء وأعطيت للجهال.
وهو ينسى أيضًا أن الزعيم الذي ظن وهو في المهجر أن مظاهر الأربع سنوات الأخيرة ليست إلا دليل ضعف عارض لا يلبثون أن يشفى منه المصابون حالما يعود إلى وسطهم، أراد تشديد عزائمهم ورفع معنوياتهم وبعث المثالية من جديد في نفوسهم فكتب من نعيم الجهاد والتضحية واحتمال الاضطهادات الشرسة في المغترب إلى القائمين على الإدارة الحزبية يقول: أنتم أنقذتم شرف الأمّة. وينسى أيضًا أن الزعيم قال في رسالة من الأرجنتين إلى القوميين الاجتماعيين، «أعرف ما قاسيتم وتجهلون ما قاسيت وأقاسي». ويصير النسيان المجرم في عرفه معرفة فيتكلم على «النعيم» الذي كان فيه الزعيم وعلى «تضحيات» الرخصة والالتواء العقائدي والمناقبي «وجهاد» الشاي والككتايل، التي كان هو وأصحاب الشعور المغلوب “يضنون” في ممارستها.
يتابع نعمه تابت الخائن منطق الإفساد فيقول: إن الزعيم “بجميع تصريحاته وتصرفاته ضرب حول الحزب في الرأي العام نطاقًا فولاذيًا من الجفاء والشك والاستهزاء والكره في بعض الأحيان” فلا يرى كم كسبت تصريحات الزعيم وتصرفاته من ثقة وعطف في طول سورية وعرضها من أكثرية الشعب التي كان هو زملاؤه من أصحاب سياسة الإذعان للأمر المفعول والانسياق في تيارات الإرادة الأجنبية يحتقرون آلامها من التجزئة والإهانة ويصرفون النظر عن حاجتها وحاجة الأقلية نفسها التي صاروا ينظرون إلى القضية القومية بمنظار تقلصها، إلى استقرار دائم ثابت على قواعد الأمّة والوطن كما هي موضوعة في تعاليم الزعيم وليس إلى استقرار وقتي قائم على عنعنة غير طبيعية محبة ذات، مضحية بكل القيم السامية والمثل العليا فأرادات التقلص في “كيان لبناني” بدلاً من مواجهة القضية كقضية – اجتماعية سياسية – حقوقية – يجب حلها ليس فقط في لبنان بل في سورية كلها باعتبارها قضية واحدة غير مجزأة من قضايا الوحدة القمية في الأمّة السورية كلها وليس في بقعة واحدة من أرض الوطن الواحد.”
من “قضية نعمه تابت” النشرة الرسمية، العدد الرابع، المجلد الثالث، 15 آب 1947

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى