01.04.2025 إضـاءة الـيـوم

تـحـيـا سـوريـة،
تـتـمّـة الإضـاءة الـسّـابـقٰة:
(…) مـاذا تـفـعـل الأحـزاب الـسّـيـاسـيّـة الأخـرىٰ تـجـاه هٰـذه الأخـطـار؟ إنّـهـا تـتـلـهّـىٰ بـقـضـايـا سـخـيـفـة. إنّـهـا أحـزاب وصـولـيّـة، جـلّ هـمّـهـا الـوصـول إلـىٰ أشـيـاء بـارزة فـي نـفـوسـهـا.
بـمـاذا سـتـدفـع تـلـك الأحـزاب الأخـطـار الـمـقـبـلـة عـن الـبـلاد؟ لا شـيء.
إنّ جـمـيـع الأحـزاب الـسّـيـاسـيّـة الأخـرىٰ فـي هٰـذا الـوطـن أحـزاب تـخـريـبـيّـة، لا أحـزاب إنـشـائـيّـة. والـقـضـايـا الـوحـيـدة الّـتـي تـتـنـاولـهـا تـلـك الأحـزاب، كـانـت قـضـايـا سـطـحـيّـة، تـنـاولـت بـعـض الـضّـرائـب. وإنّـهـا لا تـسـتـغـلّ إلاّ الأحـوال الاقـتـصـاديّـة ولا تـبـحـث فـي الأسـاس الاقـتـصـاديّ قـطّ.
الأسـاس الاقـتـصـاديّ كـوحـدة مـتـيـنـة فـي ذاتـه.
تـراهـا حـيـنـمـا تـسـتـغـلّ مـشـروع خـبـز الـفـقـيـر، لأنّ الـعـامّـة لا تـدرك الـمـواطـن الأسـاسـيّـة الـخـطـيـرة، ولا تـدرك الأخـطـار الـبـعـيـدة الّـتـي سـتـتـنـاولـهـم. والـعـامّـة لـيـس بـإمـكـانـهـا أن تـدرك أنّ إنـشـاء كـردسـتـان، وتـسـلّـح الـصّـهـيـونـيّـة عـلـىٰ الـحـدود وتـحـفّـز تـركـيـة، أشـدّ خـطـرًا مـن قـضـيّـة “خـبـز الـفـقـيـر”.
فـالأحـزاب الّـتـي تـسـيـر مـن تـضـلـيـلٍ إلـىٰ تـضـلـيـل، هـي أحـزابٌ وصـولـيّـة، وهـي مـنـبـع شـقـاء هٰـذا الـشّـعـب ولـكـنّـهـا لـن تـصـل إلـىٰ انـتـصـارات تـحـرز فـيـهـا فـلاحًـا.
ماذا يـبـقـىٰ لـهٰـذا الـشّـعـب؟ نـحـن الـقـومـيّـون الاجـتـمـاعـيّـون نـعـرف مـاذا بـقـي لـهٰـذا الـشّـعـب. يـبـقـىٰ لـهٰـذا الـشّـعـب أمـل وحـيـد، وهـو “الـحـزب الـسـّوريّ الـقـومـيّ”.
إنّ أهـدافـنـا وخـطـطـنـا هـي أهـداف الأمّـة. ولـيـسـت أهـدافـنـا بـعـيـدة عـن الـمـصـالـح الأسـاسـيّـة الّـتـي تـحـيـا بـهـا الأمـم (…).
سـعـاده
الأعـمـال الـكـامـلـة، الـجـزء 8، ص 427 ـ 432
مـن “خـطـاب الـزّعـيـم فـي حـلـب”، [1948/11/23]عـن “فـكـر”، بـيـروت، الـعـدد 33 ـ 34، تـشـريـن الأوّل ـ كـانـون الأوّل 1979
#إضـاءة_الـيـوم
إعـداد الـرّفـيـق نـزار نـزهـا
بـإشـراف عـمـدة الإذاعـة