15.04.2025 إضـاءة الـيـوم

تـحـيـا سـوريـة،

تـتـمّـة الإضـاءة الـسـابـقـة:

 

     (…) بـالأحـقـاد الـدّيـنـيّـة والاقـتـتـال عـلـىٰ الـجـنّـة الـسّـمـاويّـة، واجـهـنـا مـشـاكـل حـيـاتـنـا الـقـومـيّـة. ولا تـزال مـدارس الـتّـقـوىٰ والـورع عـنـدنـا تـغـذّي عـقـول نـاشـئـتـنـا بـالـدّروس الـمـسـهـبـة عـن الـفـرق بـيـن “الـنّـبـيّ” و”الـرّسـول” والـفـروق بـيـن مـراتـب الأنـبـيـاء والـرّسـل، ومـن مـنـهـم يـتـقـدّم عـلـىٰ الـبـقـيّـة عـنـد الإيـذان بـدخـول الـسّـمـاء يـوم الـقـيـامـة والـحـشـر، وكـيـف أنّ أوّل واجـب عـلـىٰ كـلّ مـتّـبـعٍ نـبـيًّـا أو رسـولاً أن يـحـارب فـي سـبـيـل نـبـيّـه أو رسـولـه، وكـيـف يـجـب أن لا يـفـكّـر بـشـيءٍ إلاّ بـالـحـظـوة بـالـجـنّـة مـسـتـشـهـدًا فـي سـبـيـل ديـنـه، وكـيـف أنّ كـلّ مـذهـبٍ ديـنـيّ مـخـالـف لـمـذهـبـه هـو كـفـر بـالـلّـه، فـالأرثـوذكـسـيّ هـو لـلـكـاثـولـيـكـيّ هـرطـقـيّ وبـالـعـكـس، والـبـروتـسـتـانـتـيّ هـو هـرطـقـيّ أيـضًـا وبـالـعـكـس، والـعـلـويّ هـو لـلـسّـنّـيّ خـارج عـن حـقـيـقـة الـدّيـن وبـالـعـكـس، الـخ.

     هٰـذه هـي الـقـضـايـا الّـتـي تـكـوّن مـدار حـيـاة سـوريـة الـقـديـمـة الـرّجـعـيّـة. فـالـحـرب لا تـعـنـي إلاّ اقـتـتـالاً عـلـىٰ الـسّـمـاء. وكـلّ قـضـيّـةٍ غـيـر قـضـيّـة دخـول الـسّـمـاء لا مـحـلّ لـهـا فـي نـفـسـيّـة الـقـرون الـوسـطـىٰ الّـتـي لا تـزال مـسـيـطـرة فـي سـوريـة اللاّقـومـيّـة اجـتـمـاعـيّـة. والـبـلـيّـة الـبـعـيـدة هـي فـي أنّ هٰـذه الـنّـفـسـيّـة لا تـكـتـفـي بـتـسـكّـعـهـا وتـخـبّـطـهـا بـل تـتـعـدّىٰ ذٰلـك إلـىٰ مـحـاربـة كـلّ فـكـرةٍ تـريـد تـحـويـل الـنّـاشـئـة عـن قـضـايـا الاقـتـتـال عـلـىٰ الـسّـمـاء إلـىٰ قـضـايـا الاتّـحـاد لـربـح الأرض! (…).

                    سـعـاده

الأعـمـال الـكـامـلـة، الـجـزء 8، ص 339 ـ 341

مـن “إقـتـتـالـنـا عـلـىٰ الـسّـمـاء أفـقـدنـا الأرض”

عـن “كـلّ شـيء”، بـيـروت، الـعـدد 108، 1949/4/22

#إضـاءة_الـيـوم

إعـداد الـرّفـيـق نـزار نـزهـا

بـإشـراف عـمـدة الإذاعـة



اظهر المزيد

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى