16.03.25 إضـاءة الـيـوم

تـحـيـا سـوريـة،
(…) إنّ الـحـركـة الـقـومـيّـة الاجـتـمـاعـيّـة، قـد حـقّـقـت شـيـئًـا أسـاسـيًّـا داخـلـيًّـا وهـو الـوعـي الـقـومـيّ واتّـخـاذ الـقـومـيّـة عـامـلاً روحـيًّـا، عـامـلاً مـوحّـدًا الـقـلـوب والأفـكـار، مـوجّـهًـا الـقـوىٰ الـقـومـيّـة فـي إرادة واحـدة وعـمـل مـنـظّـم واحـد نـحـو غـايـات الأمّـة الـعـظـيـمـة. هٰـذا الـنّـسـيـج الـجـديـد مـن الإرادة والأفـكـار هـو شـيء ضـروريّ جـدًّا، شـيء لا يـسـتـغـنـىٰ عـنـه مـطـلـقًـا لـلـنّـهـوض بـالأمّـة مـن الـحـضـيـض الّـتـي وصـلـت إلـيـه ولـلـتّـقـدّم بـهـا نـحـو مـيـاديـن الـحـيـاة الـواسـعـة. كـلّ مـحـاولـة بـدون هٰـذا الـنّـسـيـج، بـدون هٰـذه الـوحـدة الـرّوحـيّـة الـفـكـريّـة فـي الإرادة والـعـزيـمـة الـمـرتـكـزة إلـىٰ شـيء حـقـيـقـيّ واقـعـيّ، إلـىٰ مـجـتـمـع واحـد فـي حـيـاة واحـدة ومـصـيـر واحـد، بـدون هٰـذا الأسـاس لا يـمـكـن الـنّـهـوض ومـواجـهـة الأفـكـار بـأمـل الانـتـصـار.
إنّ قـضـيّـة فـلـسـطـيـن لا تـزال مـثـلاً حـيًّـا أمـامـنـا يـدلّ عـلـىٰ صـحّـة هٰـذا الـقـول. سـارت الأمّـة الـسّـوريّـة إلـىٰ فـلـسـطـيـن بـدون وحـدة روحـيّـة، بـدون وحـدة فـي الـمـقـاصـد أو الإرادة أو الـخـطـط الـمـوحّـدة أو الـنّـظـام الـمـوحّـد، فـاجـتـمـع فـي فـلـسـطـيـن أخـلاط مـن الـنّـفـسـيّـات والإرادات والـقـضـايـا لـم يـمـكـن أن يـكـون لـهـا أيّ مـصـيـر غـيـر الـمـصـيـر الّـذي وصـلـنـا إلـيـه.
إنّـهـا واجـهـت قـضـيّـة لا تـزال صـغـيـرة، ولـكـنّـهـا مـوحّـدة فـي الـمـقـاصـد، والإرادة والأخـلاق والأسـس الـمـنـاقـبـيّـة والـرّوحـيّـة. بـهٰـذه الأخـلاط لـم يـمـكـن أن تـسـيـر الامّـة الـسّـوريّـة إلـىٰ أيّ انـتـصـار. والّـذيـن يـظـنّـون أنّـهـم يـمـكـنـهـم أن يـحـقّـقـوا أيّ انـتـصـار مـن غـيـر طـريـق الـحـركـة الـقـومـيّـة الاجـتـمـاعـيّـة هـم ضـالّـون ومـضـلّـلـون. لا يـمـكـن أبـدًا أن نـسـيـر إلـىٰ أيّ انـتـصـار بـدون الـوحـدة فـي الـعـقـيـدة والأهـداف والـخـطـط والـكـيـان (…).
سـعـاده
الأعـمـال الـكـامـلـة، الـجـزء 8
ص 448 – 453
مـن “خـطـاب الـزّعـيـم فـي الـطّـلـبـة الـقـومـيّـيـن فـي الـجـامـعـة الأمـيـركـانـيّـة”
1949/5/16
#إضـاءة_الـيـوم
إعـداد الـرّفـيـق نـزار نـزهـا
بـإشـراف عـمـدة الإذاعـة