مأتم الرفيق ناجي جرجس
انه الرفيق ناجي جرجس
المفوّض الأمين على العقيدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة
الرفيق ناجي، فلاح مكتفي، سلطان مخفي. أتقن عمله الحزبي، كما أتقن مهنته.
لكن الرفيق ناجي لم يخفِ إيمانه بالزعيم لحظة واحدة، وبأصعب الظروف. فكان دومًا مجاهرًا بإنتمائه للحزب، ومؤمنًا متمرسًا بتعاليم سعادة، سالكًا طريق الحق والخير والجمال، غير آبهٍ بثرثرات عائلية وطائفية ومذهبية وكيانية. وحياته كلها، كانت تمرّسًا بمبدأ “الأمة السورية مجتمع واحد”.
فكما قال سعادة في رسالته للسوريين القوميين الاجتماعيين في 2 تشرين الثاني عام 1947:
“ليس من سوري إلا وهو مسلم لرب العالمين. فاتقوا الله واتركوا تآويل الحزبيات الدينية العمياء. فقد جمعنا الإسلام: منا من أسلم لله بالإنجيل، ومنا من أسلم لله بالقرآن، ومنا من أسلم لله بالحكمة. قد جمعنا الإسلام وأيّد كوننا أمة واحدة فليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقّنا ووطننا غير اليهود؛ فلنكن أمة واحدة قي قضيتنا الواحدة ونظامنا الواحد”، أنطون سعادة.
حضرة المواطنين والرفقاء الكرام،
دومًا كان الرفيق ناجي مرحّبًا بكل مواطن سوريّ محتاج من كل كيانات الأمة. بيته بيت الأمّة بالقول والفعل، آويًا كل نازح من لبنان والشام، في كل معركة، دون تذمّر، دون تكبّر، لكن بكبرياء وكرم وعزّة، بكل محبة عامرة بوحدة مجتمعنا السوري.
كان قدوة للرفقاء ولعائلته، إيمانه راسخًا بالزعيم والحزب، حتى حين أخطأ مسؤول بحقّه، وأصدر قرارًا جائرًا بفصله، لم ييأس، لم يضعف إيمانه، لم ينكسر، لم يكفر، لم يتوقّف عطاءه بمسؤوليته الأساسية الأولى بنشر العقيدة، لم يصدر عنه أي إساءة، حتى عندما ظُلِم. وبقيَ بيت الرفيق ناجي بيت الأمة، مربيًا صالحًا متخذًا التعاليم القوميّة الاجتماعية شعارًا وحيدًا لعائلته ولكل من قصده. ثمّ عاد وانتظم في المؤسسة الحزبية، واستلم المسؤوليات الإدارية، وبقيَ دومًا الرفيق والمسؤول المقدام في الكلمة والفعل، متمرّسًا شرسًا، وملتزمًا بالنظام، كرفيقٍ وكمسؤولٍ في كل مهمّة تحملها، حتى آخر لحظة من حياته.
غادرنا بعد صراع مع مرضٍ واجهه بمعنويات قلّ نظيرها. لم يغلبه المرض والموت، لأنه لم يأبه ولم يضعف أمام الموت. غادرنا الرفيق ناجي مبتسمًا للموت، واثقًا باستمرار الحزب والأجيال الجديدة في بعث النهضة القومية الاجتماعية الحقّة. كان مدركًا ناموس الحياة، نموت أفرادًا، والبقاء لسورية.
عميد الداخلية
الرفيق هشام الشويري







